ایکنا

IQNA

رجل دين لبناني لـ"إکنا":

التمهيد لظهور الإمام المهدي (عج) يتطلب الإقتداء العملي بسيرة أهل البيت(ع) 

11:27 - February 24, 2024
رمز الخبر: 3494713
بیروت ـ‌ إکنا: أكد رجل الدين والكاتب والباحث اللبناني "الشيخ توفيق علوية" أن التمهيد لظهور الامام المهدي(عج) يتطلب الاقتداء العملي بالسيرة النبوية وسيرة أهل البيت(ع) العطرة، مصرحاً أن المحافل القرآنية في شعبان فرصة ثمينة للتذكير بمناقب وفضائل آل البيت(ع) والتمهيد والاعداد لظهور صاحب العصر والزمان(ع).

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان، الإعلامية "ريما فارس"، حواراً مع الكاتب والباحث اللبناني والأستاذ في الحوزة العلمية "الشيخ توفيق علوية" بمناسبة ذكرى ولادة الأقمار الشعبانية والمنتصف من شهر شعبان ذكرى ولادة الامام المهدي(عج).
 
وقال الشيخ توفيق علوية إن شهر شعبان هو شهر أفراح محمد(ص) وآل محمد(ع) وهو شهر الأعياد الولائية، ففي هذا الشهر المبارك نعيش ذكرى ولادة الامام الحسين والامام العباس والامام علي بن الحسين، والسيد علي الاكبر ابن الامام الحسين، والامام المهدي(عليهم السلام)، ويتم فيه ذكر مناقب وفضائل محمد وآل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
 
ذكر فضائل الامام المهدي(عج) وأئمة أهل البيت(ع)

وأضاف أنه يمكن ذكر فضائل الامام المهدي(عج) وأئمة أهل البيت(ع) من الناحيتين: الناحية الأولى هي الذكر القولي واللفظي الذي يأخذ الطابع الاحتفالي الشكلي، فيتم القاء القصائد الشعرية، والأناشيد، والأهازيج، ونشر راية صاحب العصر والزمان(عج) وأهل البيت(ع)، وتوزيع الحلوى، وتبادل التهاني، وإقامة مراسم الافراح والسرور .

وصرّح الكاتب والباحث اللبناني أن الناحية الثانية هي الذكر العملي، وذلك يتم من خلال قراءة الكتب التي تتحدث عن فضائل أهل البيت(ع) والامام المهدي(عج)، والتفكر في سيرتهم ومسيرتهم، والعزم على الاقتداء بهم، والعمل على التغيير الايجابي على هدي ذكرهم، وإقامة المسابقات التخصصية للتعريف بمعالم شخصية الامام المهدي(ع).
 
وأشار سماحته الى أن هذه المناسبة الشريفة تستدعي منا أن نكون من أهل الذكر القولي والعملي، وأن نعيش عملية الاقتداء بسيرة أئمة أهل البيت(ع) العطرة، وأن نكون من العاملين لا من المقصرين، وأن نعيش التغيير الايجابي من السيء الى الحسن، ومن الحسن الى الاحسن، ومن الجيد الاهتمام الظاهري وإظهار الفرح والسرور في هذه المناسبة المباركة، والاهتمام بالمظاهر الاحتفالية الا أن هذا لا يعفينا من المهام العملية التي قوامها العمل والتغيير الايجابي والاقتداء بنهج أهل البيت(ع)، ونستطيع القول بأننا اذا أردنا ان نكون من الذاكرين عملياً لمناقب أهل البيت(ع) فإن علينا أولاً معرفتهم، ثانياً حبهم، ثالثاً ذكرهم، والصلاة عليهم، رابعاً طاعتهم.

وأضاف أن هذه الامور الأربعة أي معرفتهم وحبّهم وذكرهم وطاعتهم(عليهم السلام) لاتنفك عن بعضها البعض، فلا معرفة بلا حبّ وذكر وطاعة، ولا حبّ بلا معرفة وذكر وطاعة، ولا ذكر بلا معرفة وحب وطاعة، ولا طاعة بلا معرفة وحبّ وذكر، ولكنه يجب أن يكون تركيزنا على الطاعة لان الطاعة هي الثمرة من المعرفة والحبّ والذكر.
 
مشارکة الدیانات والمذاهب الأخری في الأعياد الشعبانية
 
 وفي معرض حديثه عن ضرورة الاهتمام بمشارکة أتباع الدیانات والمذاهب الأخری في الاحتفالات التي تقام بمناسبة ذكرى ولادة الامام المهدي(عج)، قال: إن شعبان هو شهر أفراح أهل البيت(ع)، وأهل البيت(ع) هم قبلة الحبّ والعشق لجميع المسلمين، ولولا الوهابية السفيانية لرأيتم الكثير من مظاهر الفرح في العالمين العربي والاسلامي بمناسبة هذه الولادات المباركة.
 
وأضاف أنه مع ذلك فإن الاهتمام بافراح أهل البيت(ع) في شهر شعبان لا زالت قائمة حتى عند غير الشيعة، كما أن هناك اهتمام بولادة الامام الحسين(ع) نراه ظاهراً في مصر وسوريا وبلاد أخرى، بالعموم ففي كل مكان يتواجد فيه مقامات لأهل البيت(ع) نرى مظاهر الفرح والسرور والمظاهر الولائية، ففي مصر على سبيل المثال تنتشر مقامات أهل البيت(ع)، ونرى كيف أن الوجدان الشعبي المصري يتفاعل مع ذكرى الامام الحسين والامام السجاد زين العابدين(عليهما السلام)، وهكذا نرى مظاهر الاحتفالات في الهند وباكستان وأفغانستان والعراق وبلاد المغرب العربي وتركيا وإندونيسيا والكويت وسلطنة عمان والقطيف والاحساء ولبنان وايران وغيرها من البلدان.
التمهيد لظهور الإمام الزمان(عج) يتطلب الاقتداء العملي بسيرة أهل البيت(ع) 
وأكد الشیخ توفيق علویة على ضرورة تنظیم المحافل القرآنیة في الاحتفالات التي تقام بمناسبة الأعیاد الشعبانیة بما فيها ذكرى ولادة الامام المهدي(عج)، قائلاً: إن القرآن هو أحد الثقلين، وأهل البيت(ع) هم الثقل الثاني، وقد أوصى الرسول(ص) بالثقلين على حد سواء، وعندما تحضر مناسبات أفراح اهل البيت(ع) في شهر شعبان، فمن الطبيعي الاهتمام بالقرآن في هكذا مراسمات.
 
وقال الكاتب والباحث اللبناني إن المحافل القرآنية التي تقام في الأعياد الشعبانية وخاصة في المنتصف من شهر شعبان هي أفضل منصة وفرصة ثمنية لذكر مناقب وفضائل أهل البيت(ع) والامام المهدي(عج) والتمهيد والاعداد لظهور صاحب العصر والزمان(ع)، مشيراً الى أن هناك جهود جبارة تقوم بها إیران بخصوص تنظيم المحافل القرآنية في شهر شعبان، ويلزم تعميم هذه الظاهرة في كل بقعة من بقاع العالم الاسلامي، بحيث أنه يكون هناك تلازم بين الاهتمام بأفراح محمد وآل محمد(ع) وبين الاهتمام بالقرآن وهذا يتطلب جهوداً متراكمة ومضاعفة من قبل المسلمين وأهل الولاية في كل العالم من أجل جعل الاهتمام بالقرآن وتنظيم المسابقات والمحافل القرآنية في سلم الأولويات.
 
الاهتمام بالثقلين يؤدي الى رقي الأمة الاسلامية من الناحية المعنوية
 
 وقال إنه اذا وصلنا الى هذه المرحلة من الاهتمام بكلا الثقلين فإننا نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في سبيل رقي الأمة الاسلامية من الناحية المعنوية، واذا ما أضفنا الى ذلك ارتفاع المستوى العلمي والتخصصي والابداعي، فإن الامة ستكون من أرقى الامم، ولكن بكل أسف نرى أن قسماً من الامة تهتم بالقرآن دون الاهتمام باهل البيت(ع)، وفي المقابل هناك من يهتم بذكر أهل البيت(ع) دون الاهتمام بالقرآن، والصحيح هو الاهتمام بكليهما لنكون من أهل النجاح والفلاح، ويسجل هنا للجمهورية الاسلامية في ايران الاهتمام بكلا الثقلين، ويلزم على سائر المسلمين الاقتداء بإیران لتعويم هذا الاهتمام بكلا الثقلين، لان النجاة والهداية وكل عناوين الخير والبركة والرحمة والنجاح والفلاح مشروطة فيهما معاً.
 
وأوضح قائلاً: إن إقامة المسابقات القرآنية في هذه الأعياد المباركة من أجل دفع الأمة باتجاه جعل القرآن محوراً مهماً في حياة الأفراد والجماعات أمر ضروري، لأن المسابقات القرآنية إذا تم تنظيمها بشكل جيد ومتناسب مع عظمة كتاب الله تعالى فإنها تتكفل بتحفيز الناس على الاهتمام بالقرآن، وهي من أهم عوامل الجذب من أجل حمل الناس على التفاعل الايجابي مع القرآن، ونحن وبكل أسف نجد أن هناك الكثير من المسابقات التي يتم تنظيمها في البلاد العربية والاسلامية ويتم فيها دفع الكثير من الأموال الا أن موضوعاتها لا تكون مستحقة من قبيل مسابقات الدواجن والطبخ والنعاج وغيرها، بينما لا نجد اقامة مسابقات بنفس الإمكانيات والمبالغ المالية للقرآن، ومن هنا يلزم الاهتمام العملي بتنظيم المسابقات القرآنية وجعل ذلك أولوية وهذا ما تقوم به ايران التي تهتم بالقضايا الكبرى.
 
وفي الختام، أكد ضرورة احياء ذكرى ولادة الامام الزمان(عج) من خلال الاهتمام بالقرآن، مبيناً "يمكن أن يقوم أتباع أهل البيت(ع) بتنظيم مسابقة قرآنية سنوية بما يشبه المهرجان الرسمي القرآني السنوي في هذه الذكرى المباركة بمشاركة مختلف الفئات العمرية، ليتم من هذه المسابقة الجمع بين الاهتمام بالثقلين معاً أي بأهل البيت(ع) وكتاب الله تعالى".
التمهيد لظهور الإمام الزمان(عج) يتطلب الاقتداء العملي بسيرة أهل البيت(ع) 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha